
في قصة ايمان ملكة سبأ بلقيس درس مهم، فبعد أن عرض عليها سيدنا سليمان عليه السلام البينات على وجود الخالق سبحانه وتعالى نقل عنها القرآن في سورة النمل الآية(٤٤) ( قَالَتْ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ )، هذا منهج المعية وليس منهج التبعية. وإنما ذم الله منهج التبعية كما نقل القرآن عن فرعون وقومه في سورة يونس (قَالَ آمَنتُ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ) (90)، فمنهج التبعية فيه خوف ومصالح ذاتية وانية، ومنهج المعية فيه استخدام العقل والتدبر بالأدلة والبراهين، منهج التبعية عبودية اشخاص ومنهج المعية فيه عزة وكرامة وفيه استقلال بالتفكير ومبادرة مستمرة بما امنا به. في تجربة الجيل المؤسس لحركة فتح امنا معهم باهداف حركة فتح ومبادئها وأساليبها ونظامها الداخلي. كانوا يريدون جيلا من الثوار يحمل معهم ويتحمل معهم أعباء النضال.
نحن مع الأطر التنظيمية من اللجنة المركزية إلى أصغر اطار تنظيمي، نحن معهم وليس تبعا لهم، نحترم الأطر ولا نأجر عقلنا لهم، هكذا يجب أن يفهموا وهكذا يجب أن نكون. هكذا ارادنا الخالق أحرارا في اطار منضبط لاوامره، هكذا تريدنا فتح وشعبنا أحرارا نعمل معا كل في مجاله وقدرته، ضمن إطار عمل منضبط، وليس تابعين لهذا او ذاك. لا تاجر عقلك لأحد لا تبيعه لأحد او اطار، كن حرا مستقلا منضبطا مع الإطار ولا تكن تبعا لأحد.
كنت شاهدا على الشهيد ياسر عرفات عندما زار الكلية العسكرية الفلسطينية في مخيم شاتيلا بيروت، عندما بدأ يلقي كلمته صاح الجمع بالروح بالدم نفديك يا أبا عمار قاطعهم بغضب بالروح بالدم نفديك يا فلسطين. نفديكِ يا فلسطين معية ونفديكَ تبعية.
كتب محمد محمود قاروط ابو رحمه