20 - أبريل - 2025

حماس ودحلان

حماس ودحلان
كتب جميل عبد النبي
من الطبيعي أن يتساءل فلسطينيو غزة على وجه التحديد عن الانقلاب الكبير في العلاقة بين ألد أعداء الأمس، خاصة وأن آثار تلك العداوة لم تتحملها حماس وحدها، ولا دحلان وحده، إنما كل فلسطيني في قطاع غزة، بل والقضية الفلسطينية برمتها.
بسبب تلك العداوة اتخذت حماس قرار ” الحسم”- حسب تسميتها- وخلال ما أسمته ب “الحسم” أُريقت دماء فلسطينية غزيرة، وبعد ” الحسم” دخلت المنظومة السياسية في حالة انقسام أسود، لم تسلم منه أي من تفاصيلنا الفلسطينية،،، المنظومة السياسية ذاتها تهتكت، والانقسام غزا بنيتنا الاجتماعية، وخضعنا بعده وبسببه لحصار قاتل، وفي لحظات ما خلال الخمس عشرة سنة الماضية جربنا في غزة العودة إلى بابور الكاز، وانعدمت فرص العمل، وهاجر عشرات الآلاف من شباب قطاع غزة إلى منافي جديدة، وتزايدت حمى الاعتقال السياسي، واستفحل الفقر، وكادت الحرة أن تأكل بفرجها، وليس بثديها وحسب.
فجأة صار عدو الأمس حليف اليوم، وبكل وضوح، وبكل صراحة فإن تحول العلاقة بين الطرفين من العداء إلى المصالحة والتحالف من شأنه أن يسعدنا إذا كان مقدمة، أو تعبيراً عن إنهاء لحالة الانقسام، لكننا نخشى أنه لا يتجاوز حدود تغيير عناوين الأعداء من التيار الذي كان يوصف زمن الحسم بالتيار الخياني إلى أسماء جديدة، كالرئيس عباس، وماجد فرج، وحسين الشيخ، وآخرين، بل وربما فتح كلها، ما يعني أن ما حدث قد لا يعبر عن مصالحة حقيقية، ولا إنهاء حقيقي لحالة الانقسام، والعداء، إنما جزء من صراع جديد على مرافق السلطة والثروة.
عن دحلان وتياره.
لدي ملاحظات عميقة على تيار دحلان، وأخشى على حركة فتح من تبعات هذا الانقسام الفتحاوي، ولا زالت ذاكرتي تحتفظ بالكثير من الممارسات المدمرة لبعض رموز التيار، وأثرها على تسخين الوضع الداخلي…….
بكلمة أخرى: لي ملاحظاتي السياسية العميقة على الآداء، لكني لا أخون، ولا أكفر، بل حماس هي التي خونت هذا التيار يوماً ما، وكفرته، ولا زالت التسجيلات شاهدة على ذلك، واليوم يتحول خونة الأمس- وفق وصف حماس، وليس وفق وصفي- إلى حلفاء، ويتم استبدالهم بخونة جدد- أيضاً وفق وصف حماس، وليس وفق وصفي- وكمواطن عليّ أن أردد خلف حماس ما تصف به خصومها، عملاء، ثم حلفاء، أو خصوم ثم عملاء، وهكذا، وفي كل مرحلة علي أن أتحمل تبعات هذه التوصيفات راضياً، وسأُتهم بكل التهم إن رفضت تلك التوصيفات، فلو رفضت أيام “الحسم” توصيف دحلان وتياره بالخونة، فأنا خائن ربما، ولو رفضت اليوم توصيف الخصوم الجدد بما يوصفون به من طرف حماس فأنا خائن أيضاً..!

مقالات ذات صله