
يعتبر الشعار الانتخابي من اهم ما تروج به الاحزاب لبرامجها السياسية وافكارها ومبادئها و يكون ملخصا ومعبرا عنها .
اختارت حركة “حماس” و كتلتها لانتخابات المجلس التشريعي القادم “القدس موعدنا” شعارا لقائمتها عنوانه (القدس)، مستخدمة قدسية القضية و المكان لتحقيق مكاسب انتخابية تحت شعارات رنانة، وهذا كان تصرف ذكي باللعب على عاطفة الدين والانتماء للقدس للتاثير على الناخبين .
لكن حماس وقعت في فخ اختيار تصميم الشعار؛ حيث جاء التصميم منسوخا عن شعار صهيوني عنوانه (صنع في اسرائيل) . وهذا ما استثار نشطاء التواصل الاجتماعي الذين استهجنوا هذا السقوط الوطني والاخلاقي . فكيف تختار حركة تدعي انها نهج مقاوم شعار لدولة الاحتلال وتسقط عليه شعارها الانتخابي . اضافة الى ما شاب الشعار من اخفاقات اخرى في التصميم فالمدقق في الشعار يكتشف ان الشعار اسقط مكونات اساسية اهمها المرأة التي تعد حارسة الحلم الفلسطيني وشريكة معركة البقاء ، وكذلك اسقط الشعار الاشارة الى الاخوة المسيحيين ابناء هذا الوطن وهذا بالتاكيد لم يكن صدفة اذا ما عدنا الى فكر حماس المتشدد والرافض للاخر ، وكذلك يلحظ المتفحص للشعار كيف جاءت الاشارة الى حق العودة بصورة خجولة في زاوية الشعار لا تكاد ترى .
مواقع التواصل الاجتماعي اشتعلت ما بين الغضب والاستهجان، بسبب اختيار حماس، شعار قائمتها الانتخابية، لشعار معتمد في كيان الاحتلال، وهذا بحد ذاته وضع تساؤلات عديدة عن نية حماس القادمة وما تخبئه في جعبتها للشعب الفلسطيني في حال نجت في الانتخابات ، بعدما دمرت بظلمها وغطرستها قطاع غزة نتيجة الظلم والقهر واستغلال المواطنين خلال فترة تفردها بالقوة المسلحة بحكم قطاع غزة .