
فلسطين الحدث 16-10-2022 – بجنازتين عسكرية ثم شعبية، ودعت سلفيت ظهر اليوم الأحد، ابنها الشهيد مجاهد أحمد محمد داود (30 عاماً).
وأقيم للشهيد وداعان عفويان، في المستشفى الاستشاري برام الله حيث ارتقى متأثراً بإصابته، وفي بلدة بيرزيت التي مر منها جثمانه وصولاً إلى مدينة سلفيت، حيث سجّي جثمانه انتظاراً لنقله الى مسقط رأسه بلدة حارس شمال غرب سلفيت.
أصيب داود برصاصتين في الجزء العلوي من جسده، استهدفه بهما جنود الاحتلال أمس السبت، خلال مواجهات دارت في قراوة بني حسان شمال غرب سلفيت.
هبّ الأهالي على نبأ اقتحام الاحتلال للبلدة، للاستيلاء علىآلية بحجة أنها كانت تعمل في منطقة مصنفة “ج”، وانتفض الموجودون هناك دفاعاً عن حق إنساني متواضع استولى عليه الاحتلال أمام أعينهم، في حفر أساسات منزل وطرق زراعية.
أصاب الاحتلال خمسة مواطنين، ارتقى منهم مجاهد داود، فيما أصيب فتى آخر من مخيم عسكر بنابلس، حاول تقديم الإسعافات لداود لحظة إصابته، وثلاثة آخرون جروحهم وصفت بين طفيفة ومتوسطة.
الشهيد داود كان يعمل في قراوة بني حسان وفيها يقطن منذ عامين، وهو ينحدر من قرية حارس المجاورة، التي ووري جثمانه تحت ثرى مقبرة الشهداء فيها.
لم تستهدف قوات الاحتلال المنتفضين وحدهم، بل عابري السبيل ومن اتخذوا موقف المتفرج على ما يدور من أحداث.
تقول زوجته شيرين عاصي، إن الجميع شاهد لحظة نقل زوجها مصاباً إلى مستشفى ياسر عرفات بمدينة سلفيت، حيث كان يرتدي ملابس العمل، وكان واضحاً عليها آثار الإسمنت الذي يعمل به.
وتضيف أن زوجها غادر موقع البناء الذي يعمل به، لشراء الطعام، وحينها تم استهدافه وأطلق الاحتلال النار على كتفه وبطنه.
وتتساءل عاصي، “ما هو ذنب أطفالي بعد مقتل أبيهم ظلماً؟ وبماذا سأجيبهم حين يسألوا عنه صباحاً؟ ولكن يشفع لهم أن والدهم مات شهيداً”.
ترك الشهيد أربعة أطفال، أحمد وانتصار وآدم ومحمد، أكبرهم لم يتجاوز الثامنة من العمر، وخامسة يتوخى قدومها إلى الدنيا يتيمة الأب بعد نحو خمسة أشهر