
فلسطين الحدث-8-5-2022 جددت بلديتا بيت لحم وتورنيه البلجيكية اتفاقية التعاون التي تربط بين المدينتين والتي تم توقيعها منذ عشر سنوات في مدينة بيت لحم، وتشمل التعاون في العديد من المجالات الاجتماعية والثقافية.
ووقع عن الجانب البلجيكي رئيس البلدية بول اوليفي، ونائبته كورالي لادفيد، وعن الجانب الفلسطيني نائب رئيس بلدية بيت لحم نادر راحيل، بحضور رئيس مجلس مقاطعة هينو سيرج هوستاش، ومستشار أول في سفارة فلسطين لدى بلجيكا حسان البلعاوي، وذلك في مقر المجلس البلدي لمدينة تورنيه خلال حفل حضره عشرات الشخصيات البلجيكية والفلسطينية الممثلة للمجتمع المدني الشريك في النشاطات بين المدينتين.
وأكد اوليفي، خلال الحفل، التزام بلديته بدعم نضال شعبنا العادل وذلك عبر هذه التوأمة التي تسمح لسكان المدينة التعرف على واقع الشعب الفلسطيني تحت الاحتلال ومقاومته بالوسائل السلمية الشعبية والتي تشمل أشكالا متعددة من الثقافة والعمل الاجتماعي، وتسمح أيضا لسكان مدينته التعلم من تجربة الشعب الفلسطيني الغنية في مجالات متعددة.
من جهته، عبّر راحيل عن عميق شكر بلديته لمدينة تورنيه وسكانها، والتي وقفت مع مدينة بيت لحم في الظروف الصعبة وآخرها جائحة “كورونا”.
وأكد راحيل أن بيت لحم ستواصل رسالتها الوطنية والحضارية في دعم قيم المحبة والسلام والتعاون بين الشعوب رغم كل ظروف الاحتلال الإسرائيلي الذي يسعى لعزل المدينة عن محيطها الفلسطيني وإعاقة تقدمها.
وفي السياق ذاته، أكد رئيس مجلس مقاطعة هينو سيرج هوستاش، الذي منحه الرئيس محمود عباس المواطنة الفخرية الفلسطينية عام 2015، أن تجديد الاتفاقية بين البلديتين في هذا الوقت بالذات هو رسالة دعم للشعب الفلسطيني الذي يواجه حملة شرسة من سلطات الاحتلال الإسرائيلي تستهدف أرضه ومقدساته وممتلكاته في كل الأرض الفلسطينية المحتلة.
وعاد هوستاش إلى المحطات الرئيسية للعلاقة بين المدينتين في مجالات متعددة، والتي تظهر ترابطا وثيقا بين الشعبين الفلسطيني والبلجيكي، مؤكدا أن على المجتمع الدولي وتحديدا أوروبا الانتصار للقانون الدولي في فلسطين أيضا.
وللتدليل على حجم هذه الإنجازات التي تمت بين البلدتين، تم عرض تقرير متلفز أعدته القناة المحلية في المدينة واسمه “نو تلي”، والتي رافق فريق منها كل الوفود التي ذهبت إلى فلسطين.
واستمع الحضور إلى شهادة قدمتها لاجئة فلسطينية قدمت من غزة إلى بلجيكا، وتقطن في إحدى مراكز اللجوء في مدينة تورنيه، شرحت فيها الظروف المأساوية التي يعيشها أهلنا في قطاع غزة والتي قادتها إلى اللجوء.
بدوره، قدم المدير التنفيذي لجمعية بيت لحم العربية ادمون شحادة شرحا عن عمل الجمعية في تجسيد قسم هام من التعاون بين بيت لحم وتورنيه في مجال التدريب والعمل الإنساني، حيث ذكر أن الجمعية استقبلت على مدار 10 سنوات أكثر من 700 متدرب ومتدربة من المدرسة العليا للتمريض في تورنيه والذين أمضوا فترة تدريب في الجمعية ببيت لحم واستفادوا من التجربة العلمية الفلسطينية وعادوا كسفراء لفلسطين في مدينتهم تورنيه.
وتم عرض فيلم قصير عن هذا التعاون، تم خلاله استعراض زيارة عدد من الوفود الطلابية، أعقبه نقاش مع مدير مدرسة التمريض العليا في تورنيه بير فيليكس، ومسؤول البرامج التربوية والمشاريع الخارجية جان فيليكس درسين، اللذين رافقا الوفود الطلابية إلى فلسطين وأشادا بالمستوى العلمي المتقدم للجمعية في بيت لحم والخدمات الجليلة التي تقدمها للمجتمع الفلسطيني الذي يحوي نسبة هامة من ذوي الاحتياجات الخاصة نتيجة القمع الإسرائيلي.
وتخلل الحفل أيضا، استعراض تجربة فريدة بين مركز الكمنجاتي في رام الله بقيادة الفنان رمزي أبو رضوان، وأوركسترا مدينة تورنيه بقيادة الفنان ايليو بودمونت، والتي نتج عنها عمل فني مشترك بلجيكي فلسطيني باللغتين الفرنسية والعربية تم إطلاق عليه اسم “المنارة”، حيث يتم إنشاد أشعار محمود درويش، وقد تم تقديم هذا العمل في عشرات المدن البلجيكية والأوربية وبعض المدن العربية، بما في ذلك بيت لحم.
كما استمع الحضور إلى مداخلة مسجلة مصورة للفنان رمزي أبو رضوان تناول فيها الدوافع التي قادته إلى تأسيس مركز يأخذ على عاتقه تعليم الأطفال الموسيقى، تبعه حديث مع شريكه البلجيكي ايليو بودمنت، الذي شرح بداية المشروع والأثر الذي تضيفه هذه الشراكة المميزة للجمهور البلجيكي والمحب للموسيقى والثقافة الشرقية.
واستمع الحضور، كذلك، لتجربة فريدة أيضا في التواصل بين الفنانين الفلسطينيين والبلجيكيين عبر قصة فردية أولا جمعت بين فنانة بلجيكية حيسكا ديفينس، أتت للإقامة والعمل في فلسطين وارتبطت بزواج مع الممثل والمخرج الفلسطيني شادي زمرد، الذي راوده منذ صغره تأسيس مدرسة سيرك فلسطين تستطيع أن تستوعب فئات عديدة من الشباب الفلسطيني من الجنسين ومن كافة الفئات العمرية ومن مختلف المدن والقرى والمخيمات الفلسطينية، وقد شكل الاثنان نواة للمدرسة التي لاقت دعما من بلجيكا وتحديدا من مؤسسة “حضور وعمل ثقافي”.
بدوره، أشاد البلعاوي، في كلمته بالنيابة عن سفير فلسطين لدى بلجيكا عبد الرحيم الفرا، بالتعاون الوثيق بين المدينتين والذي يدخل في إطار أوسع في علاقات تعاون وتضامن بين 7 مدن بلجيكية وأخرى فلسطينية، تجسده “شبكة السلكات المحلية البلجيكية من أجل فلسطين” وما يمثله ذلك من دعم مؤسساتي وشعبي هام للشعب الفلسطيني.
ودعا السلطات البلجيكية والأوروبية إلى اتخاذ كافة الإجراءات والعقوبات الضرورية بحق دولة الاحتلال الإسرائيلي ودفعها لاحترام القانون الدولي أسوة لما يحدث في أماكن أخرى في العالم.
من ناحيتها، أكدت لادفيد عزم بلديتها توثيق العلاقات مع بيت لحم في العديد من المستويات كرسالة هامة لمؤازرة الشعب الفلسطيني الذي يخوض نضالا شاقا من أجل الحرية والكرامة منذ أكثر من 70 عاما، وقالت إنه ستكون هناك في الفترة القادمة سلسلة من الفعاليات الرسمية بين البلديتين توازي التعاون الوثيق بين هيئات المجتمع المدني في تورنيه وبيت لحم.