
توالت ردود الأفعال على الصعيد المحليّ، الرافضة لتصريحات “حماس” التي تقود هجمة الكترونيّة ضد الرئيس والقيادة الشرعية عشية خطابه في الأمم المتحدة يوم الجمعة المقبل، وذلك بالتزامن مع حملة إسرائيلية لمقاطعة اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة بدعوى أنه يساوي بين العنصرية والصهيونية.
حماس وبهجمتها على الرئيس والقيادة، تعبّر عن نهج الفتنة الذي تتبعه في تكريس الانقسام في الساحة الفلسطينية، بحسب أمين سر هيئة العمل الوطني محمود الزق، الذي شدّد على أن الخطاب المرتقب للرئيس محمود عباس في الأمم المتحدة، يمثل معاناة وحقوق شعبنا.
وأكّد الزق في حديث لـ “الإذاعة الرسميّة – صوت فلسطين”، صباح اليوم الثلاثاء، أهمية أن تدرك حماس رمزية الرئيس لدى شعبنا.
فيما رفض المتحدث باسم حركة فتح إياد نصر، التصريحات والأصوات المشبوهة التي تخرج لاستهداف القيادة، ومهاجمة شخص الرئيس محمود عباس قبيل خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، وفي اللحظة الأكثر احتياجاً للموقف الموحد والصوت الداعم لقضيتنا في مجابهة الصلف الإسرائيلي واليمين المتطرف.
واعتبر نصر أن هذه الأصوات والحالة الغريبة من الهجوم والإساءة والتطاول والتخوين، لا تمت لثقافتنا الوطنية بأية صلة، وتنسجم بشكل أساسي مع الخطاب الإسرائيلي وممارساته التي تستهدف وجودنا على أرضنا، في وجه الثوابت الفلسطينية التي يتمسك بها الرئيس.
وأضاف: إن شعبنا بأمَسّ الحاجة الآن إلى اللحمة الوطنية، بعدما حققه الأسرى الذين انتزعوا حريتهم من سجن “جلبوع”، وهجمات إدارات سجون الاحتلال عليهم.
من جهته، قال عضو المجلس الثوريّ لحركة فتح أكرم الرجوب إن توقيت حملة “حماس” وهجمتها على الرئيس محمود عباس يؤشر باتجاه تعميق الخلاف في المجتمع الفلسطيني، مؤكداً أن “حماس” لا تريد للمسيرة الوطنية أن تستمر ولا تسعى للمبادرة بأي خطوة بالاتجاه الصحيح نحو الوحدة الوطنية.
وأشار لـ “صوت فلسطين” إلى أن البدء بهذه الهجمة في ظل هذه الظروف وعند الذهاب إلى الأمم المتحدة يؤشر على أنها ضد أي وحدة على الأرض في مواجهة التحديات التي يفرضها الاحتلال على شعبنا، مؤكداً أن “حماس” تسعى من وراء هذه الهجمة إلى أن تقدم نفسها كبديل عن منظمة التحرير وعن القيادة الفلسطينية ولديها مشروعها الذي تقدمه للإقليم، ولا تريد المساهمة في توحيد الصف الفلسطيني، مبينا أن المطلوب منها هو أن تكون إلى جانب مصالح شعبنا.
بدوره، أكد عضو المجلس الثوري لحركة فتح جواد عواد، أن هجمة حركة “حماس” على الرئيس قبيل خطابه في الأمم المتحدة حول قضيتنا الفلسطينية، انحياز مع الاحتلال الإسرائيلي.
وقال: إن هذه سياسة ونهج “حماس” منذ انقلابها، لمنع إجراء أي انتخابات على مستوى نقابات أو أي منظمات شعبية، في وقت تطالب فيه بإجراء الانتخابات التشريعية في الضفة، والتي أجلت بعدم عدم سماح الاحتلال بإجرائها بالقدس المحتلة.
من جهته، دعا عضو مجلس الاستشاري لحركة فتح عدنان سمارة، حركة “حماس” التي تشن هجوماً على الرئيس قبيل خطابه في الأمم المتحدة، إلى العدول عن مثل هذه الممارسات التخوينية والاستجابة إلى جهود الوحدة الوطنية.
وأعرب سمارة عن أسفه لوجود أصوات الفرقة التي تضر بقضيتنا أمام العالم، قائلاً: إننا في أمسّ الحاجة لأن نكون صفاً واحداً في وجه سياسات الاحتلال التصفوية لمشروعنا الوطني.
من جانبه، دعا عضو المكتب السياسي لجبهة النضال الشعبي عبد العزيز قديح، القوى الوطنية بما فيها حركة “حماس” إلى ضرورة الاصطفاف خلف الرئيس محمود عباس والقيادة التي تناضل في الأوساط الدوليّة، لانتزاع حقوق شعبنا، وإقامة دولتنا المستقلة، وفضح فاشية الاحتلال وجرائمه ضد شعبنا.
وأضاف في حديثه لـ “صوت فلسطين”: أن هجمة “حماس” على سيادته والقيادة تتزامن مع هجمة الاحتلال بمخابراتها وحكومتها المتطرفة، الأمر الذي يلحق الأذى بمشروعنا الوطني، مشدداً على أنه لا يحق لأي طرف أن يقوم بالتخوين والتطاول ومحاولة المس بالرموز والقيادة الوطنية.
وفي السياق ذاته، استهجن عضو المجلس الوطني منذر مرعي الهجمة الشرسة من قبل أبواق “حماس” على الرئيس محمود عباس والقيادة، والتي تتماشى مع الأكاذيب التي تشنها حكومة الاحتلال ضد شعبنا.
وقال: “نحن في الشتات وتحديداً في أوروبا، نستهجن الكم الهائل من التزوير والمنشورات الكاذبة التي تلفقها “حماس” باسم القيادة الفلسطينية للإساءة لها”.
ودعا أبناء شعبنا إلى توخي الحذر والدقة تجاه هذه المنشورات التي تتساوق تماما مع أهداف الاحتلال، من أجل مصالح ضيقة، مشيراً إلى أن أبواق “حماس” في بث الفتنة تضرب النسيج الوطني والاجتماعيّ كونها تخدم الاحتلال وحلفاءه.
وشدد على ضرورة تحقيق الوحدة الوطنية في الأوقات العصيبة التي يمر بها شعبنا، وأسرانا في معتقلات الاحتلال.
من جانبه، أدان الكاتب والمحلل السياسي رائد نجم، ما تبثه “حماس” من أكاذيب مسمومة على شخص الرئيس محمود عباس، قبيل إلقاء كلمته في الأمم المتحدة .
واعتبر أن ما تقوم به “حماس” من تصريحات غير مسؤولة، تبث روح العداء المتأصلة ضد شعبنا وقيادته.
وأوضح أن الهجوم يأتي في الوقت الذي تقوم به القيادة بجهد دبلوماسي، مشدداً على أنه لا يحق لأي طرف فاقد للشرعية أن يهاجم القضية الفلسطينية.
ودعا نجم، حركة “حماس” إلى التحلي بروح المسؤولية الوطنية، وتذليل كل العقبات التي تقف بطريق الوحدة الوطنية.
وفي موازاة ذلك، قال الكاتب والمحلل السياسي عبد المجيد سويلم، إن توجه حركة “حماس” الدائم لشن الهجمة على الرئيس محمود عباس والقيادة، ليس وليد اللحظة، وإنما منذ نشأتها بهدف إيجاد بدائل عن منظمة التحرير.
وأضاف: أن القضية لدى “حماس” هي أن تكون بديلاً عن منظمة التحرير الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا، وأن تكون في وضع يمكنها من التحكم بأبناء شعبنا.
وتابع أن “حماس” آخر من يحق له الحديث عن الديمقراطية، والتي بانقلابها الدموي تحكم الآن قطاع غزة بالحديد والنار، وهي ليست فقط منفكة عن الواقع، وإنما تمارس الأكاذيب والتضليل السياسي.
من جهته، طالب رئيس جامعة فلسطين التقنية خضوري نور أبو الرب، حركة “حماس” بالتحلي بروح المسؤولية الأخلاقية والوطنية، والارتقاء بأفعالها وتصرفاتها وأقوالها.
وبدوره، قال أمين عام اتحاد المعلمين سائد ارزيقات، إن الهجمة التي تقودها حماس على القيادة ليست بالجديدة، وتتجدد مع كل خطاب يلقيه سيادته في الأمم المتحدة في محاولة لإفشال خطاب القيادة أمام العالم لإضعاف الصوت الفلسطيني لطرح نفسها كبديل.