
بقلم :عزت محمد
صباح اليوم خرجت لشراء بعض الحاجيات من ساحة الشجاعية وهو السوق الأكبر في حي الشجاعية .وصلت للساحة في الساعة التاسعة صباحا وبدأت بالتجول معتقدا أنني ساجد الأمور كما تركها في السابق فان ظروفي منذ شهرين لم تسمح لي بالوصول لهذا المكان الذي أحب وكانت الساحة في الماضي تعج بالمتسوقين دائما وخاصة في ساعات الصباح وأصوات الباعة ترتفع في كل مكان والابتسامات تملؤه فذاك يبيع الحمص والفول وآخر يقلي الفلافل وثالث يقطع اللحمة لزبائنه علاوة على روائح السمك الطازج الذي تختلف رائحته عن كل اسماك الدنيا وبائع الخضار والفواكه يحمل منديله ليمسح التفاح والبندورة ويرتبها بطريقة أشبه بلوحة فنية ليجبرك على الشراء، وبائع الثياب يهتف بصوته الجميل معلنا عن حملته الجديدة المغرية، وبائع العصير يدق الفناجين بيد ويقدم العصائر بيده الأخرى وهو يحمل فوق ظهره الإبريق النحاسي المزين بالازهار.
ولكن عندما وصلت كانت المفاجئة قاسية على نظري وقلبي وعاطفتي؛ فوجدت البهجة قد اختفت وشاهدت عيونا شاخصة، ووجوها شاحبة، والسكون سيد الموقف، والمتسولون بازدياد كبير.
وقفت صامتا لعدة دقائق وغاب ذهني سارحا فيما حدث وما جرى وما بال الناس هكذا ؟ واستفقت على صراخ احدهم من خلفي يقول “افتح الطريق يا عمي “. فنظرت إليه وأدركت أنه احد تجار المنطقة فشدني فضولي لسؤاله عن الحال فاستأذنته جانبا وسألته ماذا حصل ؟
فضحك وقال لي ” أنت مش عايش بالبلد؟ ” . فطلبت منه توضيحا فقال ” والله يا عمي احنا وعدونا بالتغيير والاصلاح و لكن هاي حالنا زي ما انتنا شايف بضحكوا على الناس بعملوا حرب بتدمر بيوتنا و وبعدين بدهم يقنعونا انا انتصرنا ! نسيونا واخربو بيتنا صرنا شحاتين وبيوتنا راحت وبنشتغل طول نهار بـ 10 شيكل وهم بلموا مصاري من هون ومن كل الدول . والله يا استاز( ويقصدني انا ) ما انا عارف شو عملنا بحياتنا! عشان الله يبلينا بحكم تجار الدين باعونا ديانة، وكفرو غيرهم وباعونا وطنية وخونو غيرهم الله يخلصنا منهم يا ياخدنا لنرتاح ” …
كلمات وقعت على مسامعي كالصاعقة، ولكنني تمعنت فيه قليلا وتأكدت بأنه محق فيما قال فأين تعويض الناس و إعادة الاعمار؟ وأين الانتصار المزعوم؟وأين تذهب الأموال التي تتسلمها حكومة الأمر الواقع؟ أسئلة كثيرة لن نجد لها إجابة. إلى متى ستبقى غزة مخطوفة لصالح مشاريع حزبية تخدم فئة على حساب شعب ؟
سؤال برسم الإجابة ؟