
#منصور _الشحاتيت
{ولا تكتموا الشهادة ومن يكتمها فإنه آثم قلبه}.
بحكم مكوثي في السجون الإسرائيلية أكثر من سبع سنوات؛ ثلثها قضيتها في غرف هذا التنظيم (النازي) ؛ فإنني أقدم شهادة أمام الله وأمامكم أن ما حصل مع الأخ الشحاتيت، هو جزء بسيط جدا مما حصل مع العشرات بل المئات من خيرة أبناء وشباب الحركة الإسلامية في سنوات التسعينات وما بعدها: بعض هؤلاء الشباب الرائعين ماتوا تحت التعذيب في سجن مجدو والنقب…. وغيرها. وبعد قتلهم كانت الحركة تصدر بيانات كاذبة تتهم الاحتلال بقتلهم في السجن وتعتبرهم شهداء وأهاليهم يتجرعون الغصص ويعرفون الحقيقة ولا يدرون كيف يتصرفون ليصدق في ذلك التنظيم المثل القائل: ( بيقتلوا القتيل وبيمشوا في جنازته). وبعض هؤلاء الشباب المجاهد هربوا إلى الزنازين من شدة التعذيب والكي بالنار والشبح، وعاشوا فيها سنوات طويلة ووجدوا أن إدارة السجن أرحم بهم من التنظيم الذي سُجنوا من أجله وأضاعوا زهرة شبابهم لرفع رايته.
وللأسف هذه الكوارث حصلت بأوامر من القيادة العليا للحركة في السجون وخارجها والتي كان على رأسها السنوار وأبو طير ومشتهى…. وللأسف هؤلاء القتلة المجرمون هم الآن أعضاء في المكتب السياسي ومجلس الشورى للحركة، بل وتمت مكافأة بعضهم بوضعهم في الأسماء الأولى على قائمة( القدس مو عدنا). وكنا ننتظر من قيادة الجماعة أن تتوب إلى الله وترد الحقوق إلى أصحابها وتخفف آلام ومعاناة أهاليهم وبناتهم وأبنائهم الذين تشوهت صورتهم في المجتمع بسبب هذه الجرائم والاتهامات، وأن تقوم الحركة بمراجعة شاملة لما حصل وأن تعوّض من كانوا ضحية ظلمها، وأن تعاقب من ارتكب هذه الجرائم، ولكن خاب أملنا. ولا حول ولا قوة الا بالله.
ملاحظة: عندي شهادات حية للعشرات من الضحايا الذين بقوا على قيد الحياة، وبعضهم مستعد للإدلاء بشهادته أمام لجنة تحقيق محايدة بضمان الحماية والسرية.