
بقلم رئيس التحرير 6-4-2021
التقارب بين حماس و دحلان، أو التحالف التدريجي بينهما، لا يثير الأسئلة في ذاته فقط، وإنما في توقيته أيضاً، فقد تصاعدت وتيرته بعد صدور المرسوم الرئاسي بإجراء الانتخابات الفلسطينية، وإعلان كل من حماس و دحلان ترحيبهما بإجراء الانتخابات، كما أنه يأتي متزامناً مع جهود المصالحة بين فتح وحماس،
مؤخرا بدأ يصل محسوبون على محمد دحلان على قطاع غزة تباعاً ، ويتم استقبالهم هناك استقبال الفاتحين بعد أن يدخلوا عبر بوابات الـ(VIP) و بمرافقة من أجهزة حماس الأمنية ، وذلك على الرغم من أن بعضهم وربما أغلبهم صدرت بحقهم أحكام قضائية سابقة من قبل محاكم حماس ، وأصبح واضحاً بأنها تعطلت ولن يتم تنفيذها، في الوقت الذي تلتزم فيه حركة حماس الصمت دون أية إيضاحات حول حقيقة ما يجري.
التحالف غير معلن بين حماس و محمد دحلان، واضح انه قفز عن الأزمات السابقة التي ظهرت في أعقاب انتخابات العام 2006، التي أدت إلى أسوأ اقتتال داخلي فلسطيني، انتهى بانقسام تام بين الضفة وغزة، وقطيعة شبه كاملة بين حركتي حماس وفتح.
ثمة كثير من الغموض في العلاقة بين حماس و دحلان، يثير كثيراً من الأسئلة خاصة مع العودة المفاجئة لأشخاص محسوبين على دحلان إلى غزة، والتي تُبررها حماس بأنها تتم تنفيذاً للمصالحة المجتمعية التي تم التوصل إليها ، إلا أن هذا الادعاء لا يبدو مقنعاً ، وهي مصالحة لم يتم تنفيذ شيء منها، وقد أكل عليها الدهرُ وشرب، ويتم اليوم استدعاؤها لتبرير ما يجري ليس إلا.
وبالعودة إلى بدايات الحكاية فقد شهد الوضع على الساحة الفلسطينية مطلع عام 2007 تطورا خطيرا، حيث شهد حالة اقتتال داخلي بين حركتي حماس وفتح، و بعد التهديدات القوية التي أطلقها محمد دحلان باستخدام السلاح ضد قادة حماس الذين وصفهم بأنهم “عصابة” و”فئة ضالة”.
وفي المقابل ردت حماس على اتهامات دحلان بوصفه أنه “رأس الفتنة”، وهدد بيان تلته كتائب القسام بـ”اجتثاث بعض طفيليات الخيانة والتآمر وبالضرب بيد من حديد على رؤوس الفتنة” (إشارة إلى دحلان)
وأضاف البيان أن “المسؤول عن سفك الدم الفلسطيني هو التيار الذي يتلقى أسلحة من الولايات المتحدة والتي وجدت في بعض منازلهم بشمال قطاع غزة”.
وكان دحلان قد صعد من هجومه على حركة حماس ، وقال ” إذا اعتقدت قيادتهم (حماس) أنهم بمنأى عن قوتنا يكونون مخطئين”.
وفي سياق متصل اتهمت حماس في مؤتمر صحفي لها صباح الجمعة 15-12-2006 ، بغزة، محمد دحلان مسوؤلية محاولة اغتيال إسماعيل هنية واصفة إياه “بكبير الانقلابيين” ، خلال عملية إطلاق النار على موكب هنية خلال دخوله الى غزة مساء 14-12-2006 ، خلال معبر رفح، عائدا إلى القطاع بعد جولة خارجية له في عدة دول عربية.
وأكدت حماس على ضرورة الحذر من ما وصفتهم بالانقلابيين.
من جهته شدد إسماعيل رضوان القيادي في حركة حماس على أن كتلة حماس ستعمل كل ما بوسعها لبيان الحقيقة عبر المجلس التشريعي ورفع الحصانة البرلمانية عن النائب دحلان.وقال رضوان أن محمد دحلان مسئول عن قتل المجاهدين وعن حوادث الانفلات الأمني.
في أول رد فعل على اتهامات حماس ضده قال النائب محمد دحلان لوكالة معا : حماس اصغر من أن تقرر مصيري وكلما فشلت وزعت التهم على الآخرين . وقال دحلان إن حماس تنتقل من فضيحة لأخرى مشيراً إلى أن كتائب القسام تحولت من ذراع مقاوم إلى ذراع فوضوي.
التزام حماس حتى الآن الصمت الكامل، إزاء ما يُحكى عن علاقة التحالف الصامتة بينها وبين الرجل، الذي كان حتى الأمس القريب ألد أعداء الحركة.
وفي المقابل أشاد دحلان في المقابلة التي أجرتها معه قناة «العربية» قبل أيام بحركة حماس، ولم ينف وجود اتفاق مع الحركة، مكتفيا بتسمية ما بينه وبين حماس بأنه «تفاهمات»
وفي تعليق سابق لأحد قيادات حركة حماس حول مدى التحالف مع محمد دحلان ، وإذا ما كان هذا التحالف هو بمثابة المدخل لإقامة علاقات مع دول الجوار وتحسين العلاقة مع دول أخرى ،قال القيادي بأنه (لا يمكن لحركة حماس أن تتوضأ بماء نجس).
ولكن يبدو أن هذا الماء النجس أصبح طهورا الآن في نظر حماس، و أصبح القاتل حمامة سلام، وأصبح التيار الخياني رمزا وطنيا وهذا الزواج المحرم، أصبح في مراحل التجهيز الأخيرة لإتمامه