
فلسطين 16-3-2021 تشير مصادر في حماس الى نقد داخلي في الحركة ضد سياسة نائب رئيس المكتب السياسي للحركة صالح العاروري، الذي يعمل على تحريك المصالحة مع فتح، وكان له فضل في الاقتراب من اتمام الانتخابات الفلسطينية.
ولكن يعتبر موسى أبو مرزوق القيادي البارز في حماس، أبرز الناقدين للعاروري، الذي بفضل مكانته العليا واقدميته لا يخشى من ابداء رأيه علنيا.
وكلما تقدم مسار التصالح والانتخابات، خرج أبو مرزوق بتصريحات تتحدث في قضايا فرعية، فيما العاروري الذي يتولى ملف المصالحة مع فتح لا يحرك ساكنا.
وقال أبو مرزوق أن “التنازلات التي تقدمها حماس تأتي في سياق الوحدة الوطنية، أما ما هو متعلق بمشروع المقاومة وسلاحها فنحن لا نخضعه للتنازلات أو التوافقات أو الانتخابات”.
وأكد أن الانتخابات قفزت عن أكثر الأسئلة شرعية وهو “لماذا اتجهنا لها الآن في ظل التجارب السابقة؟”. مضيفا: “نحن نتحرك ضمن الممكن، وهناك الكثير من الأسئلة التي يجب إجابتها قبل موضوع الانتخابات، لكن لا يوجد توافق وطني حول هذه المسائل وبالتالي ذهبنا للانتخابات أملا في تحقيق الوحدة”.
واستطرد قائلاً: “كان يجب أن يكون هناك حوار وطني قبل الذهاب إلى الانتخابات، ولكن كان هناك إصرار على أن يكون الحوار الوطني بعد الانتخابات، خاصة وأننا ولأكثر من 13 عاما نتحاور وتكون هناك مخرجات ونوقع عليها دون أن يحصل أي شيء بما نوقع عليه”.
وبحسب أبو مرزوق، فإنه لا يوجد أي حزب أو فصيل جاد يستطيع أن يستغني عن استفتاء شعبه في برنامج أو مسار. مضيفا: “في هذه الانتخابات نحن نستفتي الشعب ولا أحد يستطيع أن يبقى فوق ظهر الشعب وخارج إرادته”.
يقول المحلل السياسي علاء عز الدين إن أبو مرزوق لا يترك كبيرة ولا صغيرة إلا ويتحدث فيها، وكلما تقدمنا خطوة في مسار المصالحة يعيدنا إلى الخلف، مشيرا إلى أن قيادة حماس غير قادرة على ايقاف تصريحاته التي تغرد خارج السرب.
وأضاف أن أبو مرزوق دائم التلميح عن أخطاء يرتكبها قيادة حركته، وتحديدا أخطاء صالح العاروري، ولكن لابد أن نشير أن أبو مرزوق عمل في ملف المصالحة طوال 13 عاما ولم ينجز شيئا، بل أضاع القضية الفلسطينية بسبب رفضه للمصالحة.
أما المحلل السياسي حازم خضر فرأى أن ثمة صراع واضح بين العاروري وأبو مرزوق، حيث أن الأخير لم يتقبل لحد اليوم فكرة أن العاروري هو من خطف منه أهم منصبين وهما منصب نائب رئيس المكتب السياسي، والثاني مسؤول ملف المصالحة في حماس.
وذكر أن أبو مرزوق يفعل ذلك ليبرهن أنه لا يمكن اجراء مصالحة وانتخابات، أي بمعنى آخر هو لا يريد نجاح هذا المشروع حتى لا يقول الناس أنه هو من يرفض المصالحة مع فتح، طوال 13 عاما.